لمَّا أطَلَّتْ مِنْ ورَاءِ الحُجبْ
وَرْدِيَّةَ الوِشَاحْ..
كانَتْ هُنالِكَ تخْتَفي عُيونُ اللَّيْل
كي تلْمَحَ الصَباحْ
في موْكِبِ الحَياءِ..تِلكَ النُّجومُ سَارتْ
تُسامِرُ سِحْرَها الأبيْضَ
أحْداقٌ بالشُّهُبِ طَارَتْ
إلى سَوادِ الِسِّحْرِ
خَافِضةَ الجنَاحْ
تَقدَّمَتْ بيْنَ الجُمُوعْ
أزَاحت الوشَاحَ..
وأشْعَلت كُلَّ الشُّموعْ
في الخَدِّ..فوقَ الصَّدرِ..
تحتَ سِيْقانٍ مِلاحْ
في هَواءِ الاحْتِفال مدَّتْ ظَفيرتَها
تُباهي الحَاضِراتِ برقْصِها..
تصْفَعُ الفجْرَ..
بنِسْمةِ ذيْلِها
وانْطَلَقتْ في جَوْفِ الزَّغْرداتِ
آهةٌ يَتيمةْ..
أيْقَظت للجِنِّ في نغَماتِها
أُغْنيةٌ قدِيمةْ
هَمسَ الظَّلامُ بسِرّ..عن تلكَ التَّميمَةْ
وبَدتْ على الخَيْطِ عُقدْ..
عُقَدٌ عُقدْ..
لاتَرى لِسَوادِ ذَاك العِشْقِ حَدْ..
تصاعدَ صَوتُ الغِناءْ
وسرِبَ إثْمٌ في الخَفاء..
دَراتْ رؤوسٌ بخّمْرِها..
ودارَ بِها الفِناءْ..
في بِحارٍ مِن عُيْون
انْبَجسَت في الصَّمْت
ألْوانُ الظُّنون
لمَّا تَهاوى النَّجْمُ في غَبَشِ الرَّماد
ثمَّ صعَدْ
ثُمَّ صعَد
ثُمَّ صعَد