" فضائح بالجملة في ويكيليكس " !!

في الوقت الذي ينشغل فيه المصريين والعرب بالانتخابات المصرية ونتائجها المعروفة سلفا
قام موقع ويكيليكس بنشر ربع مليون صفحة تحتوي على وثائق تخص وزارة الخارجية الأمريكية والرسائل التي تتداول بين الوزارة في واشنطن وبين سفرائها وممثليها في مختلف أنحاء العالم.

ولا يخفى على أحد أن متابعة الموضوعات المنشورة ليست مسألة سهلة، ولكنني اهتممت بمتابعة ما جاء عن الشرق الأوسط ودوله وحكّامه.

لا أعرف ماذا أقول؟ فقد قلت من قبل في مواضيع أخرى قديمة أنّ هناك صفقات بين النظم العربية وأمريكا وأهمها الصفقات بين مصر وأمريكا والتي تعهد فيها الرئيس المصري بالقضاء على الإخوان المسلمين في مصر وعلى حماس في فلسطين مقابل أن تتركه أمريكا حرا في مصر يفعل ما يشاء ويتصرف كما يشاء، واضطرت أمريكا لتنفيذ طلباته حرصا على مصالح إسرائيل من ناحية وحرصا على عدم وصول الإسلاميين في مصر للحكم حتّى لا تكون هذه هي الشرارة التي تؤدي إلى إشعال نار الإنقلابات الإسلامية في باقي دول الشرق الأوسط.

وقد أظهرت المستندات المنشورة مجموعة من الفضائح لا حصر لها رغم أننا لم نتمكن من الانتهاء من قراءتها كلها بعد.
كما أنّ نشر هذه الفضائح سوف يؤدّي بالتأكيد إلى الإضرار بالمصالح الأمريكية في المنطقة العربية وفي العالم كلّه لأنّ ما جاء فيها لا يمكن انكاره من قبل الحكومة الأمريكية

والدليل على ذلك أنّ وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون أعلنت في بيان لها أمس أنّ سرقة المستندات المذكورة ونشرها لا يعتبر عملا عدوانيا ضد أمريكا فقط بل إنه أيضا إعتداء على المجتمع الدولي. وأضافت أنّ حياة الدبلوماسيين الأمريكيين والمحيطين بهم أصبحت في خطر.

كما أصدر الرئيس الأمريكي باراك أوباما أوامره بإجراء تحقيق موسّع عن كيفية تسرّب هذه المعلومات من وزارة الخارجية إلى "ويكيليكس"

وقد اعتبر كلّ من يعنيهم الأمر أنّ تسرّب المعلومات التّي تحتوي على أوصاف غير مشرّفة لزعماء العالم وكبار المسئولين في الدول المختلفة، ليس فقط فضيحة لأمريكا بل عار عليها

وسوف أنشر في هذا الموضوع، جزءا من التسريبات التي ظهرت في الموقع وخصوصا ذلك الذي يخص الدول العربية والقادة العرب، ولا أعرف إلى متى سيظلّ اسمهم قادة بعد هذه الفضائح، ولا بد من تعديل هذا الإسم حتى يكون اسما على مسمّى

وسوف أقوم بتثبيت الموضوع مؤقتّا حتّى يسهل البحث عنه وفيه إلى أن أنتهي من كتابة كلّ الموضوعات المهمة ثم أعيده إلى قائمة الموضوعات العادية

أزمة في البيت الأبيض

استنكرت الولايات المتحدة نشر موقع ويكيلكيس المتخصص بالوثائق السرية نشر مئات آلاف الوثائق الدبلوماسية الأميركية معتبرة أنه "متهور" و"خطير" ويؤثر بشدة على سياستها الخارجية ومصالحها وحلفائها في العالم، وقالت إنها تتخذ خطوات لدعم أمن شبكاتها العسكرية السرية.

وقال المتحدث باسم البيت الأبيض روبرت جيبس "قد تكشف هذه البرقيات مناقشات خاصة مع حكومات أجنبية وزعماء معارضين وعندما يطبع محتوى المحادثات الخاصة على الصفحات الأولى للصحف حول العالم فإن ذلك قد لا يضر بدرجة كبيرة فقط بمصالح سياستنا الخارجية بل أيضا بمصالح حلفائنا وأصدقائنا حول العالم".

وأضاف، أنه "بحسب طبيعتها فإن البرقيات عادة ما تحتوي على معلومات غير مكتملة ولا تعبر عن السياسة".

وتابع جيبس، "مثل هذا الإفشاء يعرض للخطر دبلوماسيينا ومتخصصين في المخابرات وأشخاصا حول العالم يأتون للولايات المتحدة طلبا للمساعدة في الترويج للديمقراطية ولحكومات منفتحة".

واستنكرت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) على الفور نشر ويكيليكس "المتهور"، وأشار المتحدث باسمها بريان وايتمان إلى أنها قامت بسلسلة من التصرفات للحيلولة دون وقوع مثل هذه الأحداث في المستقبل"، وعدم تحميل معلومات سرية على وسائط تخزين نقالة.

من جانبه قال رئيس هيئة الأركان المشتركة للقوات الأميركية الأدميرال مايك مولن إن تصرفات ويكيليكس بالغة الخطورة، ومن شأنها الإضرار بالأمن القومي الأميركي وعلاقات الولايات المتحدة مع حلفائها.

وكانت وزارة الخارجية الأميركية تواصلت مع حكومات حول العالم خلال الأيام السابقة لنشر تلك الوثائق معربة عن قلقها من أن تؤدي التقييمات السلبية الواردة في تلك الوثائق عن القادة إلى تقويض العلاقات.

وقد رفضت الإدارة الأميركية التفاوض مع موقع ويكيليكس بشأن نشر الوثائق معتبرة أنه تم الحصول عليها بصورة غير قانونية وأن مجرد حيازتها انتهاك للقانون الأميركي لا يأخذ في الحسبان العواقب الخطيرة التي قد تترتب على ذلك.

وفي خضم الضجة التي أحدثها الكشف عن بعض ما احتوته تلك الوثائق، تبدأ وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون اليوم جولة في آسيا الوسطى والشرق الأوسط كانت مقررة قبل الإعلان عن نشر الوثائق قد تتعرض خلالها للإحراج من حلفاء في المنطقة.

ومن المقرر أن تستهل كلينتون جولتها بزيارة كازاخستان حيث تنعقد قمة منظمة الأمن والتعاون في أوروبا التي يحضرها زعماء من بينهم الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، ثم تتوجه إلى قرجيزستان وأوزبكستان والبحرين.

وكان موقع ويكيليكس قال إنه بصدد نشر وثائق يزيد حجمها سبعة أضعاف حجم ما نشره عن العراق في أكتوبر الماضي والتي وصلت إلى أربعمائة صفحة في أكبر عملية تسريب في التاريخ الأميركي.

العالم العربي

على مستوى الشرق الأوسط، كشفت الوثائق عن أن دولا عربية حثت واشنطن على وقف برنامج إيران النووي بأي وسيلة بما في ذلك القوة العسكرية، وذكرت أن الملك السعودي عبد الله بن عبد العزيز حثّ أمريكا مرارا على مهاجمة و"قطع رأس الأفعى".

واضافت الوثائق عن ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة أنه قال "خطر تركه مستمرا يفوق خطر وقفه" (يقصد الخطر الإيراني).
فيما أبدى ولي عهد إمارة أبو ظبي الشيخ محمد بن زايد تأييده للقيام بعمل ضد إيران "عاجلا وليس آجلا".

وجاء في الوثائق أن إسرائيل كانت سباقة للحديث عن عدم جدوى التفاوض مع إيران والمطالبة بضربها خلال ستة أو ثمانية أشهر، وأن الرئيس المصري حسني مبارك "يكن كرها شديدا للجمهورية الإسلامية".

الشيئ المضحك أنّ الرئيس الإيراني أحمدي نجاد، أعلن أمس تعقيبا على هذا الكلام أنّ العلاقات مع دول الخليج والدول العربية علاقات قوية ومتينة وأنّه لا يصدّق ما جاء في وثائق الخارجية الأمريكية ويعتبرها حملة أمريكية لضرب العلاقات الطيبة بين إيران والخليج؟ ولا أعلم إذا كان هذا ذكاء أم غباء منه، ولكنني سأعتبره ذكاء بصفة مؤقتة والأيام هي التي ستحكم على ماقال.

الإرهــاب

وفي مجال ما يسمى مكافحة الإرهاب، ذكرت الوثائق الأميركية أن متبرعين سعوديين هم أبرز الداعمين الماليين لما سمتها تنظيمات متشددة مثل تنظيم القاعدة، أما قطر فقد وصفتها برقية أميركية بأنها الأسوأ في مجال مكافحة ما يسمى الإرهاب في المنطقة.

فلسـطين

وعلى صعيد التفاوض بين إسرائيل والفلسطينيين، أظهرت الوثائق أن إسرائيل تشاورت مع مصر وحركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) قبل بدء حربها على قطاع غزة في نهاية عام 2008، بشأن تولي السيطرة على قطاع غزة بمجرد هزيمة حركة المقاومة الإسلامية (حماس).
وهذا يعني أنّ مصر والسلطة الفلسطينية كانوا على علم كامل بالخطة الإسرائيلية لضرب غزّة وباركاها ولكن مصر رفضت المساهمة في ضرب غزّة بطريقة مباشرة!

وفي إطار العلاقات الإسرائيلية الأميركية، يخشى الأميركيون كشف وثائق تشمل مراسلات داخلية بين السفارة في تل أبيب والخارجية بواشنطن تتضمن المتابعة المكثفة التي تجريها السفارة بشأن المستوطنات، كما يتوقع أن تتضمن الوثائق تفاصيل لقاءات سرية بين مسؤولين أميركيين بمسؤولين إسرائيليين.

كما ذكرت الوثائق رأي أمريكا في بنيامين ناتان ياهو حيث قالت:
إنّه شخص لطيف ولكنّه لا ينفّذ أبدا ما يعد به !

أمريكا والعالم

وعلى المستوى الدولي، تطرقت الوثائق إلى أن الحكومة الصينية تبذل جهودا واسعة النطاق لاختراق موقع جوجل والأنظمة التابعة لحكومات أجنبية، وأن الولايات المتحدة اشتركت في حملة تجسس ضد قيادة الأمم المتحدة والتفاصيل الشخصية لأبرز أعضائها وسعت للتجسس على بان كي مون سكرتير عام الأمم المتحد.

وذكرت أن كوريا الجنوبية اقترحت منح الصين حوافز تجارية لإقناعها بقبول كوريا موحدة حال انهيار نظام كوريا الشمالية.

ونُسب إلى تركيا أنها ساندت مقاتلي تنظيم القاعدة في العراق، وأنّ الولايات المتحدة قدمّت، في المقابل، دعما مهمّا لمقاتلي حزب العمال الكردستاني المتمردين على تركيا.

كما أثار دبلوماسيون أمريكيون شكوكا في مصداقية تركيا العضو في حلف شمال الأطلسي وصوروا قيادتها على أنها منقسمة على نفسها ومخترقة من قبل الإسلاميين.

تقييمات محرجة

وتضمنت الوثائق الأميركية آراء سلبية عن حلفاء رئيسيين وتهكمات على زعماء في العالم حيث وصفت إحداها الرئيس الأفغاني حامد كرزاي بأنه "شخصية ضعيفة، ويدفعه جنون العظمة ونظريات المؤامرة"، ورئيس الوزراء البريطاني ديفد كاميرون فهو "ضئيل الوزن، وضعيف وغير مستقر ويعاني من جنون العظمة".

وفي معرض تقييم المستشارة ميركل، قالت الدبلوماسية الأميركية أنّها "ليست مبدعة كثيرا" وأنّها تتجنّب المخاطرة، وأطلقوا عليها اسم "أنجيلا تفلون"، ومعروف أنّ تفلون هو المادة التي تستخدم في صناعة أواني الطهي حتّى لا تلتصق بها الأغذية ومشهورة تجاريا باسم "تيفال"، ووزير الخارجية الألماني "ضعيف سياسيا"، ورئيس الوزراء الإيطالي "منهك جسديا وسياسيا"، والرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي "انفعالي سريع الغضب" ومخّه ضارب ولديه رغبة في السيطرة.

ولدى الخارجية الأميركية توصيف مميز لرئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين فهو "الكلب ألفا"، والرئيس ميدفيديف "ضعيف ومتردد"، أما تقييمات رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان فتنزع إلى الشك فيه.

يذكر أن هجوما على موقع ويكليكس تسبب في انهياره وإصابته بالشلل أمس بعد فترة قصيرة من نشر نحو 250 ألف وثيقة، لكن المواقع الإعلامية التي تنشر نسخا من الوثائق لم تتأثر.

كان هذا ملخص عام وسريع لما جاء في الوثائق
وسوف أتابع نشر ما جاء فيها تفصيلا بخصوص "القادة" العرب

ولا تتفاجأوا بما هو قادم