حرم الأرجنتيني ليونيل ميسي نجم برشلونة الإسباني اليوم السويدي زلاتان إبراهيموفيتش مهاجم باريس سان جيرمان للمرة الثانية من تحقيق المجد، وإن كان فعل هذا الأمر في المرة الأولى بطريقة غير مباشرة.
كانت المرة الأولى التي أفسد بها ميسي تألق إبراهيموفيتش حينما كان الأخير لاعبا في صفوف النادي الكتالوني، حينما أصر المدرب السابق للبرسا بيب جوارديولا على جعل إبراهيموفيتش يلعب على الأطراف لمنح حرية حركة أكبر للاعب الأرجنتيني وهو الأمر الذي لم يرق لـ"المتمرد السويدي".
وتسبب الأمر حينها في حدوث خلاف كبير بين جوارديولا وإبراهيموفيتش، أدى لرحيل الأخير إلى إيه سي ميلان الإيطالي، ليطلق العنان لانتقاداته للمدرب الإسباني الذي وصفه بـ"الفيلسوف" وأنه حوله في البرسا من "سيارة (فيراري) إلى سيارة (فيات)".
وعلى الرغم من أن ميسي جلس طوال الشوط الأول من مباراة اياب ربع نهائي دوري الأبطال على دكة البدلاء ولم ينزل أرض ملعب كامب نو إلا بعد دقائق من بداية الشوط الثاني، في حين أن العملاق السويدي لعب المباراة بأكملها، إلا أن "البرغوث" قام بلدغته المعتادة وفي الوقت المناسب ليقضي على الدور الرائع الذي قدمه إبراهيموفيتش طوال المباراة.
صحيح أن كلا اللاعبين لم يسجل أي هدف في اللقاء، إلا أن كلاهما يستحق العلامة الكاملة على الدور الذي لعبه خلالها وطريقة تنفيذه.
البداية ستكون مع إبراهيموفيتش الذي نجح وباقتدار في أداء المهمة التي كلفه بها المدرب الإيطالي كارلو أنشيلوتي، والتي خلخلت دفاعات النادي الكتالوني في اللحظات المناسبة، والتي اعتمدت على خدعة عدم اللعب بالسويدي كرأس حربة صريح كما جرت العادة، وكما كان الأمر في مباراة الذهاب.
لعب إبراهيموفيتش هذه المباراة كصانع ألعاب أكثر منه مهاجم وظهر هذا الأمر أكثر من مرة خلال اللقاء، وبالتحديد في ثلاث فرص خطيرة لـ"بي إس جي"، أولها حينما مرر للأرجنتيني إيزكيل لافيتزي بينية ماكرة في بداية اللقاء سددها الأخير في يد الحارس فيكتور فالديز والثانية عرضية سددها البرازيلي لوكاس مورا برأسه وتصدى لها فالديز أيضا والثالثة بينية لباستوري أحرز منها الهدف الأول.
كانت كل الأمور تسير بطريقة جيدة، قبل نزول ميسي إلى أرض الملعب.. باريس سان جيرمان متقدم بهدف.. برشلونة منخفض المعنويات ويبدو مفككا وإبراهيموفيتش يواصل تأدية الدور المنوط به والآمال تتزايد في الصعود لنصف النهائي على حساب العملاق الكتالوني ومن ملعبه كامب نو.
دخل ميسي إلى أرض المباراة ومع نزوله بدأ "السحر"، وهو الأمر الذي دفع جريدة (ماركا) الإسبانية عقب المباراة إلى عنونة مقالها بخصوص المباراة والتحول الذي أحدثه الأرجنتيني بكلمتين "روح ميسي".
مع نزول ميسي زاد ضغط البرسا وأصبح له شكل، ولم لا؟ فحتى لو كان ميسي لم يتعاف من اصابة فلا يزال هو صاحب انجاز الحصول على الكرة الذهبية أربع مرات متتالية وهو صاحب عدد لا بأس به من الأرقام القياسية وهو أيضا الذي بدأ الهجمة التي جاء منها هدف بدرو رودريجز.
تمريرة ماكرة إلى ديفيد فيا من ميسي تبعتها أخرى من الأول إلى بدرو رودريجز.. وتبخر حلم إبراهيموفيتش ورفاقه في الصعود لنصف النهائي.
ليست فقط صناعة الهدف هي ما تمنح ميسي العلامة الكاملة في المباراة، بل الرسالة التي نقلها لزملاءه دون أن ينطقها .. "قد أكون مصابا وقد أتعرض لتجدد الاصابة ولكن يجب التضحية من أجل البرسا".