في تحليلات عقل المباراة .. رحلة داخل عقول المديرين الفنيين لكلا الفريقين ونجتهد لإبراز النواحي التكتيكية المتخصصة التي كانت موجودة في المباراة ونضيف عليها ما كان يجب أن يكون متواجدا حتي تصل كرة القدم بشكلها المتخصص داخل عقل القارىء.
أستطيع القول بأن هذا الفوز بهذه الطريقة سيبقي درسا مؤثرا طوال التاريخ لأي ناد أو منتخب مصري يلعب خارج الديار أمام جماهير لا أستطيع القول سوي بإن درجة عدائها أكبر مما أتخيل وهنا أصر على كتابة كلمة جماهير وليس دولة او شعب حتي نضع الامور في حجمها تماما مثلما فعل الخلوق ربيع ياسين في مؤتمر المباراة بعد الفوز ببطولة أفريقيا والتي توجت إصراره وإصرار لاعبيه طوال سنوات عدة وسط أجواء كانت كفيلة فقط بأن تخرجه من التصفيات المبدئية وليس التتويج ببطولة والوصول لكأس العالم.
قبل أن ندخل في الأداء التكتيكي نؤكد مرة أخري أنه لا عذر لأي فريق يلعب خارج القواعد في تحقيق نتيجة سلبية بمعني ليس مقبولا أن تتحدث عن عدائية الجماهير والأجواء الصعبة أو ما شابه ولكني ساحترمك اكثر إذا قلت بأن اداء فريقك واجه نوعا من القصور لإنك لن تواجه ما واجهه منتخب ربيع من مناوشات طوال بطولة بأكملها وليس مباراة واحدة وأخيرا حتي نغلق هذا الملف .. أستعير كلمات بويول "ما في الملعب يبقي داخل الملعب".
أزورية المنتخب المصري
ربما لم يسعد الحظ الكثيرين لرؤية منتخب إيطاليا في مونديال 1982 ولكني اعتبر نفسي محظوظا لإني من جيل كان ينتظر هذه المباريات المعادة على القناة الثالثة في سهرة أسبوعية ومنها عرفت كيف يمكن أن تكسب بدون ان تهاجم كثيرا.
تكسب بدون أن تهاجم ..نعم فالمكسب ليس معناها أن تهاجم كثيرا ولكن معناها كيف يمكنك أن تسخر إمكانياتك لتربح حتي لو كنت ممن يهاجمون قليلا تمام مثلما فعل إنزو بيرزوت مدرب إيطاليا في مونديال 1982.
الفارق الوحيد الذي أراه بين المنتخبين هو كيفية تطوير الأداء الهجومي ومع إمكانيات اللاعبين التي أراها امامي نستطيع بسهولة جعل هذا المنتخب يهاجم بكفاءة من خلال إقتناع ربيع ياسين بالإعتماد على 3-4-2-1، إن كأس العالم ليس كبطولة أفريقيا لذا وجب التنبيه منذ الأن على أدوار اللاعبين الهجومية وأري أن تواجد ربيعة في خط الوسط أثناء إمتلاك الكرة مع صالح جمعة وكهربا ورفعت سيشلكون رباعي مؤثر شرط ان يتم تناقل الكرة بشكل أسرع وإستغلال مهارة المراوغة في المرور من لاعب واحد فقط.
من اسباب معارضتي أحيانا للعب بثلاثي دفاعي اثناء تحليلي لبعض مباريات الفرق المصرية من قبل سببين أولهما بأن ثلاثي الدفاع لا يتحرك ايا منهما للأمام ومساندة خط الوسط ثانيهما ان ظهيري الجنب قد لا يجيدا بشكل مؤثر رفع الكرات بدرجة وقوة مناسبين كما ان متلقي الكرات داخل المنطقة ليس على درجة عالية من الكفاءة لإقتناص العرضيات .. كل هذا يتنافي مع إمكانيات منتخب الشباب.
في المنتخب أنت تمتلك احمد سمير واسامة إبراهيم لديهم قدم حساسه في توجيه العرضيات كما أن ربيعة يتقدم وإستفاد كثيرا من لعبه كلاعب وسط في الأهلي ولديك ايضا هداف طويل القامة يجيد إقتناص العرضيات إسمه احمد حسن كوكا.
قليلا من السرعة يفيد في التحول الهجومي وهنا نتكلم عن صانع اللعب الحقيقي في المنتخب صالح جمعة وذلك لتشغيل الأطراف ( سمير –وإبراهيم )في ظل دخول كهربا ورفعت للعمق حتي يتيحا الفرصة لإنطلاقات الاجناب.
المرواغة ومحاولة إكتساب أخطاء حول منطقة الجزاء يفيد المنتخب أيضا فمنذ زمن بعيد لم اري فريقا او منتخبا مصريا يجيد تنفيذ العرضيات من كرات ثابته لذا يجب إستغلال هذا كثيرا في مونديال تركيا.
ياسر إبراهيم و محمد متولي وحسام غالي ثلاثي دفاعي لم يحظي به فريق منذ زمن بعيد خاصة حسام غالي والذي يعتبر نموذجا للاعب الوسط المدافع الذي يتحرك Box To Box دون فلسفة فهو يعرف دوره جيدا قطع الكرات وتمريرها لأقرب لاعب وهذا اللاعب ذو القدرات البدنية الهائلة مطلوب في ظل لعب مصر بلاعب وسط مدافع وحيد بشكل صريح في ظل تفرغ صالح جمعة لأداء الجانب الهجومي بشكل أكبر.
مسعد عوض يجب أن يلعب أساسيا في أي فريق في الدوري الممتاز حتي لو علي سبيل الإعارة هذا إن لم تنجح عروض الإحتراف في إقناع ناديه وكالمعتاد تضيع على لاعبينا عروض إحتراف وفرص لتطوير أدائهم بسبب تعنت الإدارات.
احمد حسن كوكا .. هل تظنون انه كان سيكون بمثل هذا المستوي وتأثيره غيابه كان واضحا مع المنتخب لو ظل حبيس دكة الأهلي .. قلتها سابقا عند سعيه الطبيعي في خوض تجربة الإحتراف أنتظروا هذا اللاعب نجما قريبا ولم أسميه هاربا كما قيل آنذاك .. وإذا كان نجوم مصر الصغار سيكونون بمثل هذا التأثيرفي أنديتهم الاوربية ويسجلون في مرمي فريق مثل بنفيكا وهم دون العشرين ويصبحون هدافين أو نجوما للدفاع أو الوسط فأهلا بالهروب إلي جنة الإحتراف الحقيقي بدل من ملازمة دكة البدلاء ..ليت الأندية المصرية تستمع.