من هو الإمام مسلم ؟
هو أبو الحسين مسلم بن الحجاج النيسابوري ، ولد بمدينة نيسابور سنة (206 هـ) وتوفى بها سنة (261 هـ). رحل إلى الحجاز ومصر والشام والعراق في طلب الحديث ، وكان أحد أئمة الحديث وحفاظه ، اعترف علماء عصره ومن بعدهم له بالتقدم والإتقان في هذا العلم ، من شيوخه الكبار إسحاق بن راهويه ، وأحمد بن حنبل ، وسعيد بن منصور وغيرهم ، ومن الذين رووا عنه الترمذي وأبو حاتم الرازي وابن خزيمة .
وكان إماماً جليلاً مهاباً ، غيوراً على السنة ذابَّاً عنها ، تتلمذ على البخاري وأفاد منه ولازمه، وهجر من أجله من خالفه ، وكان في غاية الأدب مع إمامه البخاري حتى قال له يوماً : دعني أقبل رجلك يا إمام المحدثين وطبيب الحديث وعلله .
ثناء العلماء عليه :
أثنى أئمة العلم على الإمام مسلم ، وقدمه أبو زرعة وأبو حاتم على أئمة عصره . وقال شيخه محمد بن عبد الوهاب الفراء : كان مسلم من علماء الناس وأوعية العلم ، ما علمته إلا خيراً، وقال مسلمة بن قاسم : ثقة جليل القدر من الأئمة ، وقال النووي: أجمعوا على جلالته وإمامته ، وعلوِّ مرتبته وحذقه في الصنعة وتقدمه فيها .
كتابه الصحيح :
صنَّف الإمام مسلم كتبـًا كثيرة ، وأشهرها صحيحه الذي صنفه في خمس عشرة سنة ، وقد تأسى في تدوينه بالبخاري رحمه الله فلم يضع فيه إلا ما صح عنده ، وقد جمع في صحيحه روايات الحديث الواحد في مكان واحد لإبراز الفوائد الإسنادية في كتابه ، ولذلك فإنه يروي الحديث في أنسب المواضع به ويجمع طرقه وأسانيده في ذلك الموضع، بخلاف البخاري فإنه فرق الروايات في مواضع مختلفة ، فصنيع مسلم يجعل كتابه أسهل تناولاً ، حيث تجد جميع طرق الحديث ومتونه في موضع واحد ، وصنيع البخاري أكثر فقهـًا ؛ لأنه عنيَ ببيان الأحكام ، واستنباط الفوائد والنكات ، مما جعله يذكر كل رواية في الباب الذي يناسبها ، ففرق روايات الحديث ، ويرويه في كل موطن بإسناد جديد أيضا.
وكتاب صحيح مسلم مقسم إلى كتب ، وكل كتاب يقسم إلى أبواب ، وعدد كتبه (54) كتابـًا ، أولها كتاب الإيمان وآخرها كتاب التفسير ، وعدد أحاديثه بدون المكرر نحو (4000) حديث ، وبالمكرر نحو (7275) حديثًا .
من شروح صحيح الإمام مسلم :
(1) المنهاج في شرح الجامع الصحيح للحسين بن الحجاج : وهو شرح للإمام النووي الشافعي المتوفى سنة (676هـ) ، وهو شرح وسط جمع عدة شروح سبقته ، ومن أشهر شروح صحيح مسلم.
(2) المعلم بفوائد كتاب صحيح مسلم : وهو شرح المازري أبي عبد الله محمد بن علي المتوفى سنة (536 هـ) .
(3) إكمال المعلم في شرح صحيح مسلم : وهو شرح للقاضي عياض بن موسى اليحصبي السبتي إمام المغرب المالكي المتوفى سنة (544 هـ).
(4) المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم : شرح أبي العباس أحمد بن عمر بن إبراهيم القرطبي المتوفى سنة (611هـ) .
(5) إكمال إكمال المعلم : وهو شرح الأبي المالكي وهو أبو عبد الله محمد بن خليفة من أهل تونس ـ والأبي نسبة إلى " أبة " من قرى تونس ـ المتوفى سنة (728 هـ) ، جمع في شرحه بين المازري وعياض والقرطبي والنووي .
(6) الديباج على صحيح مسلم بن الحجاج : وهو شرح الإمام جلال الدين السيوطي المتوفى عام (911 هـ).
(7) شرح شيخ الإسلام زكريا الأنصاري الشافعي المتوفى (926 هـ).
(
شرح الشيخ علي القاري الحنفي نزيل مكة المتوفى سنة (1016 هـ) وشرحه في أربع مجلدات .